الأحد، 13 ديسمبر 2009

Check out سعد الحريري يتأتأ في خطبته | d1g.com

العنوان: سعد الحريري يتأتأ في خطبته | d1g.com
الرابط: http://gotaf.socialtwist.com/redirect?l=159150233270228433741

السبت، 6 يونيو 2009

صدفة ان التقينا يوماً

صدفة قد نلتقي على أحد صفحات الملتقيات..

بعد سنوات يكون العث قد سكن قلوبنا الملتهية..

قد تكون تآكلت صحبتنا.. ورحل بريق الشوق في أعيننا..

وامتطينا بجنون المراحل التي لا تنتهي.. نجتاز واحدة ونقع في الأخرى..

نكبو ونصهل ونعود فنعاقب القفزات.. لكن الحاجز الأول لا يزال يكبح صهوتنا..

أنتهت تلك المرحلة..

حيث كنا لا نمارس سوى الضجيج والحكاوي.

ننكه قهوتنا بنميمتنا الصباحية على حدود سكوير الجامعة.. أو باستغباتنا المسائية على حدود مقاهي الدوار الشهير..

ربما نتخبط يوماً ما.. في ذكريات أثناء المطر..

بينما عمان تضج بالبرق والرعد..

وترتج أركانها المزوية بعذب صهوناتنا..

ربما..

قد ألقاك انت أيضاً.. في تلك اللحظة حيث تخلع عن كتفيك " معطفك الثخين" وتلبسني اياه رغماً عني..

أسمع صوت عظامك يتصافق برداً.. ولكنك تبقى مصراً.. أنك لست في حاجة اليه..

ونبقى نمشي تحت المطر..

اصر ان اخلعه وتصر انت ان ابقيه..

اشعر بوخز الضمير.. بينما تشعر أنت بالبرد فقط..

ربما..

تتذكرني.. اذا ما تحاذقت يوماً وحاولت أن القي بعض أقلامي في طريقك

إذا ما ادعيت انني لا أعرفك.. وانني وجدتك صدفة

وتذكرتك صدفة

وتكركبت عندما استعدنا أياماً لا تنسى صدفة..

هذا لأن القدر.. قد ضيع أقدامنا. فتفرقت خطوات قد جمعتنا..

سلمتك معطفك.. وارتديته انت

وعدت أشعر بنفس دقات البرد ترعد لها أطرافي..

طفقت أبحث عن معطف آخر.. أشعر فيه بالدفء..

لكن شيئاً.. لم ينسني تلك الليلة.. لم ينسني تلك الحرارة وذلك الوخز..

لا شيء لا يذكرني بتلك السماء..

عندما بكت.. تودعنا..

أقصد.. تودع مشاعرنا التي أودعناها خلسة في قلب قطرة تسللت الى قارعة الطريق..

ظننا أن القطرات قد تتجمع..

ولكنها تبعثرت..

وجاءت شمس اليوم الثانِ.. فجففتها..

أنت نفسك.. كنت تدري.. أنها يوماً لن تعود فتدمع.. أو تسيل

أنت نفسك.. كنت تدرك أنك ستسترد معطفك مع نهاية الطريق..

وحدي أنا ظننت انني سأحتفظ به طويلاً.. ووحدي ظننت ان شمساً لن تظهر في الأفق من جديد

وأننا في نهاية الطريق.. سنرتدي المعطف ذاته.. وأننا سنلملم قطراتنا..

ونروي عطش السنين

وحدي أنا كنت المغفلة.. التي اعتبرت أن في السنة موسم واحد

وأن الشتاء وان غاب سيعود مرة أخرى يحمل نفس الندف وقطرات المطر..

وحدي انا وثقت بالزمان.. وظننت ان للعشاق مكاناً فيه يختبئون بعيداً عن أعين المرتزقة..

وحدي أنا دونك.. سلمت أيامي.. مقابل سكب من الذكريات ارتشف منها كلما أشتد الحر.. وشعرت بالعطش..

وحدي.. أنا لم تخدعني كل ماركات المعاطف... وبقيت أتلحف بالهواء.. لعلني استعيد ملمس ذلك المعطف.. في تلك الليلة..

أما أنت..

فربما.. تختبيء بين طيات ورق السحوبات والأرصدة..

ربما لديك الكثير من المذكرات لتوقعها..

ربما لا وقت لديك لارتشاف قطرة مطر.. فثلاجتك عامرة بكل أنواع المشروبات..

ربما خلعت عنك كل المعاطف.. وألقيت بها الى حاوية الصدقات..

وخاطرت وقررت ان ترحل الى خط الاستواء حيث هناك مطر بلا شتاء.. وغيم بلا ندى..

ربما نسيت أنك تركتني في احدى زوايا الطريق.. وبينما انتظرك لتعود.. أخذ أحدهم بيدي ليدلني على مكان آمن..

ارتديت فيه معطفه.. كان دفيئاً هو الآخر.. لم يكن الاختلاف بين المعطفين الا أسماء الماركات..

احتفظت بمعطفه دون وخز ضمير..

لأنني لا أتدفأ به بقدر انني اختبيء منك

لكنك وان صافحتني فلن ارد كفيك.. ولن أدعي أكثر انني ما عرفتك يوماً.. فربما فقط لم أعرفك الآن..ولن أعرفك غداً

وربما اختلفت علي ملامحك.. لم تعد بتلك الوسامة.. ولا تلك الفرحة تسكن شفتيك..

ربما اختلفت ملامحي انا ايضاً.. لم أعد بنفس الرشاقة.. ولا صوتي بنفس النعومة.. ولا قلبي بنفس الحنان

اختفوا جميعاً.. كما اختفت حبات "مطرنا" وسط الرمال


السبت، 9 مايو 2009

لو أن في قلوبنا رحمة!


كنت أشاهد أوبرا وينفري اليوم، كانت تجري لقاء مع شابة بعمر العشرين في المرحلة الجامعية تعرضت في الرابعة عشر من عمرها للاختطاف والاعتداء الجنسي من قبل عصابة.. أو شخص ما ادعى النبوة وتم القبض عليه بعد تسعة أشهر واعادة الفتاة الى أهلها..ما أبهرني فعلاً ليس نجاة الطفلة.. أو الشابة حالياً.. أو مسألة ادعاء النبوة من "مخبول"،- وان كنت أتمنى لو أنني عرفت مزيداً من المعلومات عن مدعي النبوة هذا.. ما هالني بل وغرغر الدموع في عيوني.. هو ثقة هذه الفتاة بنفسها.. وفخرها الشديد بوالديها.. لأنهم من وقف جنبها ولم يرف لهم جفن حتى أعادوا فتاتهم إلى أحضانهم وليس ذلك فقط.. بل أعادوا تأهيلها دون مساعدة أي طبيب نفسي.. قالت لها والدتها" هؤلاء أضاعوا من عمرك تسعة أشهر فهل تريدينهم أن يضيعوا ما تبقى منه".. أما الأب فانحصر تفكيره كيف سيعلم بناته في المستقبل الدفاع عن النفس.. وان يقوموا بالصراخ بمجرد أن يحاول احدهم الاعتداء عليهم.. لدرجة انه بدأ بتدريبهم على الصراخ في المنزل.. وكان فرحاً وهو يقول"وكان صوتهم عال جداً".. كانت البنت فخورة بشكل غير عادي بوالديها.. لدرجة أنها بين كلمة وأخرى بالاشارة اليهم. أما الأب بينما تدور الكاميرا وتعود اليه بين اونة واخرى رأيت في عينيه نظرة لم أرَ كفتاة شرقية مثلها في عين أي أب شرقي.. لا والدي ولا غيره..انه نوع من الفخر والحب والحنان والمساندة والمتابعة.. "مضروبين في الخلاط " ومقطرين قطرة قطرة في عينه وفؤاده.. وكأن كل نبضة في قلبه تصفق لابنته.. وتقول: هذه ابنتي.. هكذا ربيتها لتواجه المجتمع وتواجه العالم مهما كان قاسياً.. وتكون قوية... مهما "افترى عليها الناس ومهما بهدلها الزمان".واو.. واو.. كم تمنيت أن أكون هناك وأصفق حتى تسقط ذراعي عني.. فرحة بهذا الأب.. كم أتمنى لو يتم استنساخ هذا النموذج من الأباء.. ويوزع منه 22 نسخة على كل دولة عربية واحداً..وان كنت واثقة أن الأم أيضاً لم تقل شأناً عن الوالد.. رغم عدم حضورها.. لو أن لدينا مثل هذه الأم.. القوية والمحبة.. وعرفت اليوم.. لماذا يخرج شبابهم ناجحون.. منتجون.. وشبابنا نحن "ملقحون" على القهاوي لا شغلة ولا مشغلة..انه الحب والحماية.. الذي لا نعرفه نحن.. ويعرفوه هم.. ما دفعهم للانتاج وليس للتقهقر ليحموا ظهورهم..تخيلوا لو أن فتاة في عمرها تم اختطافها بنفس الحيثيات في دولة عربية.. "أية دولة عربية"، ما كان أهلها فاعلين.. أول ما سيخطر في بال العائلة "عذريتها"، ثانيا: وصول الخبر للشرطة يجب أن لا يتم حتى لا يشيع الخبر و"ننفضح"، ثالثاً: هنقول للناس ايه عن اختفائها!واذا عادت وصدف أن كان لدينا شرطة خرافية كشرطة نيويورك مثلاً أو جماعة CSI وأعادوا الفتاة.. فماذا سيكون مصيرها!واحد من ثلاثةفي البيئة المحافظة: اقتلوها واغسلوا عارنا واقتلوا معها أمها وجدتها.. لنجعلهم عبرة لمن لا يعتبر.. فأكيد هذه الفاجرة أغوت العصابة.. وأمها شجعتها على ذلك.. وجدها تسترت على الاثنتينفي البيئة المتوسطة: الأم بتاكل "أتلة.. أو علقة" سخنة، والبنت يا اما بتوافق على الزواج من ابن عمها.. حتى يستر عليها.. أو "يذبحها أخوها" وينحبس ست شهور مع وقف التنفيذ..في البيئة الراقية: الأم بتسحب بنتها من يدها لتقوم بعمل "عملية ترقيع".. والأب بيدفع رشوة للصحف والجرائد حتى لا يخوضوا في الخبر..في كل الأحوال.. البنت تمنت لو ان العصابة الخاطفة "كملت الجميلة وقتلتها" بدلا أن تموت عائلتها في قلبها.. وبدلاً من أن تعاني قسوة من أحبت ووالت وانتمت اليهم..فجور العصابة واجرامها قد يعد أهون بكثير..وما يرهقني فعلاً ويؤلمني.. أن كلمة مسلم أصبحت مرتبطة دائماً مع قسوة القلب.. بينما غالباً أرى الرحمة لدى مجتمعات الغرب.. لا أدري لماذا عشق العرب هذا لجثث النساء.. هل هي الوراثة.. التي تناقلوها عن الجاهلية بوأد المرأة.. هل هذه الصورة الانحطاطية المرأة التي كانت تورث مثل المتاع في زمن قال عنه رسول الله المبعوث للعرب صلى الله عليه وسلم "اتركوها فانها نتنة".. وقصد بها الجاهلية!الجاهلية التي تسربت إلى عصرنا بعد 1400 سنة، لتسري في دمائنا مسرى الدم.. ثم ننسب عاداتها للاسلام.أرى أن النموذج المثالي في الاسلام مستحيل أن يكون للزوجة الخانعة... و"البنت حبيبة أبوها" ليست تلك التي تخلع عنه حذائهاوتمد قدميه في مية وملح.. وتفتح الباب على وجل ورعب من وجود أجنبي في الجوار كما يظهر في باب الحارة..أرى أن نموذج المرأة الاسلامي ليس بالضرورة أن يكون ذليلاً.. ولا مسكيناً.. ولا مدعوس على رأسه..أرى أن النموذج الحقيقي لها هو السيدة خديجة التي ساندت زوجها معنوياً ومادياً، أراها في عائشة بنت أبي بكر التي روت ثلثي الأحاديث ودافع عنها القرآن.. أراها في خولة بنت الأزور التي وضعت لثامها وقصت جيوش الروم باحثة منقذة لزوجها.. أراها في سمية بنت كعب التي سلت سيفها ووقفت تدافع عن رسول الله عليه الصلاة والسلام..وأتمنى أن تروا هذا النموذج معي.. وتفكروا كيف تعيدوه.. لن تعيدوه بالقتل واباحة دماء النساء.. مهماً كن خاطيات.. أو طاهرات..أعيدوا تاهيل البنات.. أعطوهم فرصة لمواجهة الحياة..والا اسمحوا لي أن أعبر كم حسدت تلك الفتاة.. حسدتها على دولة (برغم كراهيتنا لها) الا انها تحمي مواطنيها.. وتصدقهم.. حسدتها على عائلتها..التي لا تتعامل معها وفقاً لشروط طالما كنت (طاهرة) نحن نحبك.. وعدا ذلك فمصيرك هو مصير كلبة مصابة بالشيخوخة او السعار.. "القتل" وليس بالضرورة القتل بالرصاص أو بالحبل او بالساطور أو بسم الفئران.. فهناك قتل يوجع أكثر وهو قتل الكراهية والشعور بالعار.. وقسوة العائلة.وبغض النظر ان خطفتها العصابة.. أو ضحك على عقلها ابن الجيران..أتمنى أن يكون للرحمة في قوانينا مكاناً.. ونريح أنفسنا من هاجس "أجساد البنات".. ونتعامل معهم بحب العائلة.. حتى لا نتفرق.. وحتى يصبح المجتمع أقوى وأمكن.. لأنني لا أعرف لماذا أؤمن ان الله الذي يحرم الظلم في كل كتاب.. غاضب علينا.. ونكباتنا الواحدة وراء المليون.. هي نتيجة ظلمنا لهذا الكائن الذي يضطهده الجميع حتى من من نفس جنسه، رغم اكرام رب العالمين له.. ورغم أنه أوجب الرحمة.. فاذا كنا لا نرحم أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وعماتنا وخالاتنا.. فكيف سيرحمنا الله..من "لا يَرحم.. لا يٌرحم"

الأربعاء، 18 مارس 2009

Teaching English Sounds

Check out this SlideShare Presentation:

الأحد، 15 مارس 2009

كيف الحال

كيف الحال

علاقات مضت في حياتنا.. لم تكن جزء من ذاكرتنا فحسب.. بل جزء من عمرنا في مرحلة ما.. فيها كنا نتعرف على الحياة سوياً.. نستفيق سوياً. نأكل سوياً.. ندرس سوياً.. نشاغب سوياً.. ونأكل علقاً ساخنة سوياً أيضاً... ولا يفرقنا عن بعضنا سوى النوم... حتى في الأحلام كنا في بعض الأحيان نتشارك..
ولكننا اليوم... لم نعد نتشارك في شيء سوى سؤال واحد.. كيف الحال...هذا إذا ما التقينا صدفة..
أنه الزمان يفرق ويجمع كيفما يشاء..
ولكن الغريب أنهم بالرغم أنهم نجحوا في دروس اللغة العربية في تقسيمه إلى ثلاثة أنواع:.. ماض.. مضارع.. ومستقبل...
فشلوا في دروس الحساب.. أن يحددوا لنا قياساً مناسباً لكل زمن فيهم..
فلم يقل لنا أحداُ أن الماضي سيبدو قصيراً جداً.. بينما الحاضر طويل جداً.. بينما يصعب الوصول إلى المستقبل
لم يقل لنا أحد في دروس الجغرافية.. أن بضعة كيلوات تفرق بينك وبين أشخاص تحبهم.. قد تغدو مسافات وفترات من الزمن تتسبب في شتات كل منكم...
لم يقل لنا أحد في التاريخ أن بضع سنوات تضاف إلى عمرك.. تغير في النفوس وتقلب الأحداث وتقسمنا إلى جاهل وعالم.. وشاهد ولم يشاهد..
وأن أحداثاً قد تقرب وأخرى تبعد كثيراً وقد تنقلك دون أن تدري إلى عالم منسي..

لم يقل لنا أحد في درس الأحياء.. أن القلب عضو متقلب.. لا يميز بين الحق والباطل.. فاليوم الذي من شيعته قد يصبح غداً من عدوه..
لم يقل لي أحد في درس الكيمياء.. أن التفاعل البشري كلما زاد .. انتشرت السميات العاطفية بين البشر، وزادت الخلافات والمشاكل
لم يقل لي أحد اننا كلما كبرنا كلما زاد اكتئابنا وقل استمتاعنا بالحياة مهما بدت ممتعة.. وأن أياماً في الماضي لا يمكن لها أن ترجع أبداً.. ولو عدنا اجترارها في أذهاننا مئات المرات..

لم يقل لي أحد.. أننا لا نشبع.. وكلما حققنا طموحات أكثر كلما طمعنا في الأكثر..
وأننا لا نقول أبداً الحمدلله.. إلا اذا سألنا أحد الأصدقاء القدماء ذات يوم صدفة.. كيف الحال!



الثلاثاء، 3 مارس 2009

أريد رتبة مواطن مع الشرف

منذ طفولتي لم أتقن شيئاً أكثر من الوداع..
فطالما كان الناس في حياتي مجرد مرحلة.. أعيشها.. يتداركها عقلي.. وتبللني عواطفها حتى تشغل كل خلية بي..
ثم تنتهي المرحلة..
ولا يبقَ منها سوى بضعة وجوه تعلق في مهجتي.. وتطالعها ذاكرتي كلما داهمني الحنين على حين غفلة..
ربما كانت القاهرة في السابق هي محطة قدومي وترحالي.. أترك أقاربي فيها.. وادعتهم في أمانة الله، بينما قلبي يثمل حزناً لفراقهم على أمل أن أجدهم كما كانوا عندما أزورهم العام القادم..

ومن بعد وعندما كبرت قليلاً، ودعت عائلتي.. كنت أولى أفراد الأسرة الذي يبتعد.. ويفارق ويواجه الحياة بمفرده.. دون "ماما" تدلله أو "بابا" يحميه من حتى من نفسه..
تغربت في وطن يفترض أنه وطني.. الأردن..
ولا أعلم آنذاك ان كنت عدت اليه ام انني تغربت له.. فلقد كانت
أول مرة أكون فيها بمفردي.. ولأول مرة أشعر بها اني غريبة... كنت في الثامنة عشرة...
ولكنني أتكر كيف أنني بقيت أعاني ثلاثة سنوات.. قبل أن أتأقلم وفارقت السعودية. بلد منشأي بدمع أقرب لكونه دماً ينزفه وجداني..
تركت صديقات فيه حتى اليوم حفروا بداخلي ذكرى لا يمكنها أن تنضب، وان كانت رمال الزمن قد وارتها

ومضت ثلاثة عشر عاماً.. لا أعرف كيف مضوا.. ولكنني كنت قد اعتدت الرحيل..

اعتدت أن لا أدمع عند معانقة قريب أو صديق.. سيغادر
فلقد استقريت أخيراً.. وكنت قد بدأت أعتاد على استخدام هويتي الشخصية، والتعريف بنفسي كمواطن وليس مقيم..
ألفت هذه الصورة إلى درجة.. الشعور الدائم بالفخر.. والاطمئنان..
لن أفارق بعد الآن.. لن أتعامل مع أرضية المطار وكأنها محطة وداع.. بل لترحيب بقادم.. أو توصيل مغادر..
أو منطلق لرحلة قصيرة للعلم أو للسياحة..

ولكن هذا العهد لم يبق طويلاً.. فلقد رحلت
عدت لغربتي.. تلك
تركت أصدقائي وعائلتي مرة أخرى..
اضطرتني الظروف..
أو هكذا على ما يبدو هو قدري.

وعدت أحمل اقامة... وعدت لأفقد الكثير من حقوقي المدنية..
وعدت أحمل هم المصروف... وقانون الادخار الذي تخليت عنه منذ سنوات...

خبئت هويتي ورقمي الوطني، في صندوق الأوراق المهمة.. لكنني على ما يبدو لم أعد استخدمها
فلقد عدت أحمل اقامة..
وأعاني مرارة غربة طفولتي مرة أخرى

وفارقت أعز أصدقائي الذين كونتهم بعناء طيلة سنواتي الثلاثة عشرة..



بالأمس عدت للعبة الفراق مرة أخرى، في هذه المرة جاراتي..
طيلة عشرة شهور مضوا منذ بداية زواجي.. لم أعرف غيرهن..
هن من احتواني..وهون علي مرارة الفراق والغربة الجديدة..
كانوا لي الأسرة التي حرمت منها بعد زواجي..
أصبحت لنا عاداتنا الصباحية..
للصدق، أحببتهم جداً. ومع الألم أحبوني هم أيضا
بالأمس فقط سافرت وتركتهم..
أيضا شاء القدر ذلك..
اضطررت أن اتخلى عن عاداتي التي اكتسبتها مؤخراً.. وعن وجوه لا تغادر مآقي..

وعن أن أشرب قهوة الصباح وحيدة..
رغم الفترة القصيرة نسبيا التي جمعتني بهم.. ولكن اليوم فقط أشعر بألم مختلف لم يبارحني من قبل..
فبرغم تلك الفراقات الموجععة الكثيرة التي انتهكتني طوال ثلاثين عاماً.. وعام.. وأنا أقاسي قدوم هذا ثم رحيله..
وسفر ذاك ومغادرته.
ولكنني اليوم بالفعل مفجوعة..
ليس فيهم.. ولكن في نفسي!
لقد عرفت للتو أن لا قيمة للحياة.. فهي كثيرة التقلب..
والوجوه ما أن نحفظها ونعتادها حتى تتغير..
حتى عاداتنا وطباعنا ما أن تتشكل.. حتى تنزع جلدها..
وتتخذ قالباً جديداً..

قالت لي صديقتي ذات يوم.. يبدو أن هذا قدرنا.. أن نكون فلسطينيون.. يشردنا الزمن كل برهة قليلاً..


لكنني بالأمس عرفت.. أننا ذوي الجذو ر الفلسطينية لسنا وحدنا من تغرب.. من يقاسي
فهنا العديد من الجنسيات..
التي تغادر وترحل وتجيء رغم أن لهم أوطانا حرة
فكلنا مغتربون.. وما أن تدخل متاهة الغربة حتى تفهم.. أن عليك أن تترك مشاعرك في الثلاجة..
وأن عليك أن لا تدمع..
لكن
إلى متى
لقد مللت..
أريد منزلاً لا أفارقه.. أريد أناساً أضمن أن لا أبكيهم من بعد..رغم أنهم أحياء
أريد حياة لا تكون في مهب الريح..
يغيرها الزمان كل برهة..

أو قلباً من حديد لا يتأثر.. ولا يحزن ولا يأسف.. ولا تهزه المسافات..
بصراحة أكثر أريد أن أستخدم هويتي من جديد.. وأعود لرتبة مواطن مع الشرف
يكفي غربة

فلا شيء في هذه الحياة يستحق أن تجلدنا دموعنا لأجله آلاف المرات
ونشعر بغصة الموت ملايينها

السبت، 1 نوفمبر 2008

اتركني

لماذا تصر ان تبقى شوكة في الخصر تأبى ان ترتخي

لماذا تبعدني..

واذا ما ابتعدت تعود فتجرني اليك .. تسلسل عواطفي بالحديد وتسحبني من عروقي عائدا بي الى جحيمك من جديد

لماذا لا تنفك عن اسري....

لماذا كلما ظننت انك حبوتني بالعفو... أو غفلت عني

و هربت من معتقلك عدت تطاردني... وتلف قيودك على عنقي..

لماذا وانت من يجفى .. من يقسى .. من لا يرحم تعود فتترنح من سكرة الشوق

لماذا تبكيني اذا ما اقتربت من نسيانك... وانت من يحرقني اذا منه اقتربت

لماذا تفتري على حضني واذا ما صددته عنك اليه ارتميت

لماذا تستمع بتعذيب اثنينا

ام انك تستكثر علي ان الوذ بحياتي دونك

ان ارفع قلمي عنك... واسحب قدري من تحت قدميك

بالله عليك ابتعد وللأبد

واتركني القي بذكراك الى تابوتها دون ان تعود فتنبش القبر

اتركني اموت بعيدة عنك.. .بدلا من الموت فيك

اتركني استدرك نفسي والم حطامها واحفظها دون قبضتك

اتركني... اتركني ولا تعود

دعني اسحب سكرة موتي الأخيرة دون ان تحبسها بشفتيك

اتركني

اتركني بالله عليك