السبت، 6 يونيو 2009

صدفة ان التقينا يوماً

صدفة قد نلتقي على أحد صفحات الملتقيات..

بعد سنوات يكون العث قد سكن قلوبنا الملتهية..

قد تكون تآكلت صحبتنا.. ورحل بريق الشوق في أعيننا..

وامتطينا بجنون المراحل التي لا تنتهي.. نجتاز واحدة ونقع في الأخرى..

نكبو ونصهل ونعود فنعاقب القفزات.. لكن الحاجز الأول لا يزال يكبح صهوتنا..

أنتهت تلك المرحلة..

حيث كنا لا نمارس سوى الضجيج والحكاوي.

ننكه قهوتنا بنميمتنا الصباحية على حدود سكوير الجامعة.. أو باستغباتنا المسائية على حدود مقاهي الدوار الشهير..

ربما نتخبط يوماً ما.. في ذكريات أثناء المطر..

بينما عمان تضج بالبرق والرعد..

وترتج أركانها المزوية بعذب صهوناتنا..

ربما..

قد ألقاك انت أيضاً.. في تلك اللحظة حيث تخلع عن كتفيك " معطفك الثخين" وتلبسني اياه رغماً عني..

أسمع صوت عظامك يتصافق برداً.. ولكنك تبقى مصراً.. أنك لست في حاجة اليه..

ونبقى نمشي تحت المطر..

اصر ان اخلعه وتصر انت ان ابقيه..

اشعر بوخز الضمير.. بينما تشعر أنت بالبرد فقط..

ربما..

تتذكرني.. اذا ما تحاذقت يوماً وحاولت أن القي بعض أقلامي في طريقك

إذا ما ادعيت انني لا أعرفك.. وانني وجدتك صدفة

وتذكرتك صدفة

وتكركبت عندما استعدنا أياماً لا تنسى صدفة..

هذا لأن القدر.. قد ضيع أقدامنا. فتفرقت خطوات قد جمعتنا..

سلمتك معطفك.. وارتديته انت

وعدت أشعر بنفس دقات البرد ترعد لها أطرافي..

طفقت أبحث عن معطف آخر.. أشعر فيه بالدفء..

لكن شيئاً.. لم ينسني تلك الليلة.. لم ينسني تلك الحرارة وذلك الوخز..

لا شيء لا يذكرني بتلك السماء..

عندما بكت.. تودعنا..

أقصد.. تودع مشاعرنا التي أودعناها خلسة في قلب قطرة تسللت الى قارعة الطريق..

ظننا أن القطرات قد تتجمع..

ولكنها تبعثرت..

وجاءت شمس اليوم الثانِ.. فجففتها..

أنت نفسك.. كنت تدري.. أنها يوماً لن تعود فتدمع.. أو تسيل

أنت نفسك.. كنت تدرك أنك ستسترد معطفك مع نهاية الطريق..

وحدي أنا ظننت انني سأحتفظ به طويلاً.. ووحدي ظننت ان شمساً لن تظهر في الأفق من جديد

وأننا في نهاية الطريق.. سنرتدي المعطف ذاته.. وأننا سنلملم قطراتنا..

ونروي عطش السنين

وحدي أنا كنت المغفلة.. التي اعتبرت أن في السنة موسم واحد

وأن الشتاء وان غاب سيعود مرة أخرى يحمل نفس الندف وقطرات المطر..

وحدي انا وثقت بالزمان.. وظننت ان للعشاق مكاناً فيه يختبئون بعيداً عن أعين المرتزقة..

وحدي أنا دونك.. سلمت أيامي.. مقابل سكب من الذكريات ارتشف منها كلما أشتد الحر.. وشعرت بالعطش..

وحدي.. أنا لم تخدعني كل ماركات المعاطف... وبقيت أتلحف بالهواء.. لعلني استعيد ملمس ذلك المعطف.. في تلك الليلة..

أما أنت..

فربما.. تختبيء بين طيات ورق السحوبات والأرصدة..

ربما لديك الكثير من المذكرات لتوقعها..

ربما لا وقت لديك لارتشاف قطرة مطر.. فثلاجتك عامرة بكل أنواع المشروبات..

ربما خلعت عنك كل المعاطف.. وألقيت بها الى حاوية الصدقات..

وخاطرت وقررت ان ترحل الى خط الاستواء حيث هناك مطر بلا شتاء.. وغيم بلا ندى..

ربما نسيت أنك تركتني في احدى زوايا الطريق.. وبينما انتظرك لتعود.. أخذ أحدهم بيدي ليدلني على مكان آمن..

ارتديت فيه معطفه.. كان دفيئاً هو الآخر.. لم يكن الاختلاف بين المعطفين الا أسماء الماركات..

احتفظت بمعطفه دون وخز ضمير..

لأنني لا أتدفأ به بقدر انني اختبيء منك

لكنك وان صافحتني فلن ارد كفيك.. ولن أدعي أكثر انني ما عرفتك يوماً.. فربما فقط لم أعرفك الآن..ولن أعرفك غداً

وربما اختلفت علي ملامحك.. لم تعد بتلك الوسامة.. ولا تلك الفرحة تسكن شفتيك..

ربما اختلفت ملامحي انا ايضاً.. لم أعد بنفس الرشاقة.. ولا صوتي بنفس النعومة.. ولا قلبي بنفس الحنان

اختفوا جميعاً.. كما اختفت حبات "مطرنا" وسط الرمال


هناك تعليقان (2):

Noor-alSaleh يقول...

You are a great write Duaa!!! as you always were. :)

Unknown يقول...

thank you so much but who is it plz