الأحد، 15 مارس 2009

كيف الحال

كيف الحال

علاقات مضت في حياتنا.. لم تكن جزء من ذاكرتنا فحسب.. بل جزء من عمرنا في مرحلة ما.. فيها كنا نتعرف على الحياة سوياً.. نستفيق سوياً. نأكل سوياً.. ندرس سوياً.. نشاغب سوياً.. ونأكل علقاً ساخنة سوياً أيضاً... ولا يفرقنا عن بعضنا سوى النوم... حتى في الأحلام كنا في بعض الأحيان نتشارك..
ولكننا اليوم... لم نعد نتشارك في شيء سوى سؤال واحد.. كيف الحال...هذا إذا ما التقينا صدفة..
أنه الزمان يفرق ويجمع كيفما يشاء..
ولكن الغريب أنهم بالرغم أنهم نجحوا في دروس اللغة العربية في تقسيمه إلى ثلاثة أنواع:.. ماض.. مضارع.. ومستقبل...
فشلوا في دروس الحساب.. أن يحددوا لنا قياساً مناسباً لكل زمن فيهم..
فلم يقل لنا أحداُ أن الماضي سيبدو قصيراً جداً.. بينما الحاضر طويل جداً.. بينما يصعب الوصول إلى المستقبل
لم يقل لنا أحد في دروس الجغرافية.. أن بضعة كيلوات تفرق بينك وبين أشخاص تحبهم.. قد تغدو مسافات وفترات من الزمن تتسبب في شتات كل منكم...
لم يقل لنا أحد في التاريخ أن بضع سنوات تضاف إلى عمرك.. تغير في النفوس وتقلب الأحداث وتقسمنا إلى جاهل وعالم.. وشاهد ولم يشاهد..
وأن أحداثاً قد تقرب وأخرى تبعد كثيراً وقد تنقلك دون أن تدري إلى عالم منسي..

لم يقل لنا أحد في درس الأحياء.. أن القلب عضو متقلب.. لا يميز بين الحق والباطل.. فاليوم الذي من شيعته قد يصبح غداً من عدوه..
لم يقل لي أحد في درس الكيمياء.. أن التفاعل البشري كلما زاد .. انتشرت السميات العاطفية بين البشر، وزادت الخلافات والمشاكل
لم يقل لي أحد اننا كلما كبرنا كلما زاد اكتئابنا وقل استمتاعنا بالحياة مهما بدت ممتعة.. وأن أياماً في الماضي لا يمكن لها أن ترجع أبداً.. ولو عدنا اجترارها في أذهاننا مئات المرات..

لم يقل لي أحد.. أننا لا نشبع.. وكلما حققنا طموحات أكثر كلما طمعنا في الأكثر..
وأننا لا نقول أبداً الحمدلله.. إلا اذا سألنا أحد الأصدقاء القدماء ذات يوم صدفة.. كيف الحال!



ليست هناك تعليقات: