الأحد، 20 يوليو 2008

مهند ليس وحده سبباً للفتنة

نور ومهند..

نور ومهند أينما ذهبت.. سمعت الناس تتحدث عن نور ومهند..

وان كن النسوة بمعظمهن هن الأكثر فتنة بهذا المسلسل..

وللحق هن أكثر فتنة ببطل المسلسل مهند والذي كنت أرجح لو كان المسلسل باسمه..

الممثل فائق الجمال.. وشديد الفتنة ومهما حاول البعض من ادعاء غير هذا الواقع فسيكون كاذباً أو كاذبة بلا شك..

ليس هذا المهم..

فالكثير من الغيورين كالعادة.. على الدين.. أو على أخلاقيات المجتمع.. أو على القيم الرشيدة والأمجاد العتيدة.. يهاجمون المسلسل..

فجأة تباشرنا الصحف والجرائد بأخبار انفصالات وطلاقات متعددة في أرجاء الوطن العربي بسبب مهند..

ويندد المنددون بالفتنة التي أصابت الشعب.. أو بنات الشعب بالأحرى!

تظهر اشاعة أخرى تقول ان بطل المسلسل "شاذ جنسياً" ويتم الترويج لها في معظم وسائل الاعلام أيضا مستندين في ذلك لمقالة أو خبر في صحيفة فرنسية.. ثم تظهر رولا سعد "المغنية" في مؤتمر وتؤكد عكس هذا الخبر وبالطبع سنستند لرولا "فهي أدرى.. وربما لديها حجة.. من يدري" فمهند في نظر الكثير من السيدات لا يقاوم..

أيضاً.. ليس هذا المهم

في الواقع كشخص من أبناء الشعب العربي.. لم أشاهد المسلسل إلا من حوالي 15 حلقة فقط.. وكنت قبلها قد فهمت القصة من الأصدقاء ومن بعض اللقطات في المسلسل.. إذا سمحتلي الفرصة لأتلصص عليه لبضعة دقائق..

أما الآن فأنا أنتظره على أحر من الجمر كالأخوة في جميع أرجاء الوطن..

وكامرأة.. نعم أجد مهند وسيماً جداً جداً جداً.. قد أدعي أنه ليس "الستايل الذي أحبه" كذباً وبهتاناً.. ولكن نعم هو وسيم..

ولكنني أفهم ولا أفهم سر الضجة..

أفهم أننا كعرب نختلف أو نتفق على أتفه الأمور بينما نضع الأمور الهامة جانباً ولا نعنى بها بأي شكل من الأشكال..

نصفنا يغالي كثيراً في تعلقه بالبرامج الفنية أو المسلسلات أو أي شكل من أشكال الفن.. والنصف الآخر يحرمه..

هكذا برغم أن الله وصفنا بالأمة الوسطى.. لكننا مع الأسف فقدنا وسطيتنا تماماً.. ولذا توقفنا عن كوننا "خير أمة أخرجت للناس"..

لدينا دائما هوس بالأشياء.. ان كان مع الشيء أو ضده..

لا يمكنني كمشاهد أن أشاهد المسلسل واستمتع به وأتذوقه على أنه قصة حب جميلة ولذيذة وغنية بالتفاصيل الدقيقة بين اثنين..

ولكن يجب أن أقع في غرام الشيء واستنزف مشاعري فيه لأقصى درجة.. وأخلق عراكاً واستفزازات من أجله..

ولا يمكنني أيضاً كمشاهد عربي أن أكون ناقداً موضوعياً.. فلابد أن أطيح بالمسلسل وبرأس كل من يلتفت له..

وهكذا أيضا الرجل العربي الذي يطلق زوجته لأتفه وأسخف الأسباب.. ينتظر دائما على غلطة.. وكما يقول المثل المصري "حبيبك يبلعلك الزلط.. وعدوك يستنالك الغلط"..

والرجل الشرقي يكون هو ذلك العاشق الولهان المتيم... المتذلل.. المقهور.. للمرأة طالما أنه لم يصل اليها بزواج أم غيره..

وبمجرد أن يصل إليها بزواج أو غيره يلقي بها إلى سلة المهملات... بالظبط كذلك تماماً..

مهما أحبها وأرادها قبل أن يصل إليها تصبح بالنسبة له لا شيء بعد ذلك..

ما أسهل أن يمل منها ويعتبرها ملكية خاصة.. قابلة للثني متى أراد وللطحن متى أراد وللدهس متى أراد..

وأي تمرد من جهتها يعتبر عدواناً عليه لا يرد عليه إلا بعدوان أعنف منه.. ان كان بالضرب أو بفصل تلك المرأة زوجته عن حياته..

لم يحاول أحد الأزواج المطلقين.. وهو يرى فتنة زوجته بنور.. أن يذهب ويغير في تسريحة شعره لأجلها حتى ينافس مهند التي لا توجد بينه وبينها أية رابطة غير شاشة التلفاز.. على اعجابها..

بينما اذا سمعت هي بدورها أنه متيم بهيفاء وهبي أو بنانسي أو بميريام فارس تفعل المستحيل لتتشبه بهن ولتكسب الاعجاب الذي حرمها منه..

وفي حين تقبله بشخيره وبكرشه وبرائحة عرقه في كثير من الأوقات.. لا يتقبل منها هو زيادة بضع كيلوات ..

ببساطة الرجل لا يعيبه شيء.. وينسى هذا الزوج.. أن العين "بتاكل هي كمان"..

وان من بين يديه اليوم ليست بقرة.. في موسم الزواج.. وانما انسانة تحمل نفس القيم والصفات التي يحملها هو..

هل حاول ذلك الرجل الذي أنقض على زوجته بالضرب واللكمات أن ينتبه إلى ما قالته له.. لماذا لست رومانسيا كمهند..

ما كان فيها لو نزل من بيته واشترى زهرة.. وأهداها اياها وقال لها أنا أحبك أكثر مما يحب مهند نور..!!

ما كان فيها لو أصبح في اليوم الثاني مبكراً وحضر الإفطار وحمله لها على السرير..

أليست هي نفسها تلك التي تحاول كل جهدها لتتزين في عينيه.. وتقضي الساعات الطوال في المطبخ لتحضر لك وجبة طعام يحبها.. وتتحمل متاعب الحمل والولادة والتربية وحدها دون أن تنبس بكلمة ولا تتهاون اذا مررت بضيقة ذات يوم فتبيع ذهبها أو تدبر مالاً لخاطر عينيك حتى لو شحذت هذا المال من أهلها!!

لماذا هذا الكره وهذا العنف وهذه القسوة وهذه البلادة!

ثم يستكتر أبناء المجتمع العفيفين أصحاب الضمائر الحية.. على نساء المسلمين من فتنة مهند..

مهند ليست سبباً في هذه الفتنة بشعره الذهبي وعينيه الخضراوين وطوله الفارع.. بل بلادتكم وقسوة قلوبكم هي السبب..

هي التي تجعل النساء العربيات جوعى دائماً..

لنظرة حب تجمع إثنين..

لبسمة..

لحب..

للقمة طعام لا يتبعها نكد وغم..

لحضن يملؤه الحنان لا الشهوة..

لا أعلم لماذا أشعر بكل هذا الغل..

ولكنني سأذكر مثلاً بسيطاً من واقع الحياة..

صديقتي متزوجة منذ ثلاثة سنوات..

من رجل كان متزوجاً ولديه أولاد طولها..

أكبر منها بخمسة عشرة سنة.. كان متوسط الحال عندما تزوجها..

أي لم تطمع في مال له ولا جاه ولا جمال.. كل ما أرادته هو حضن تحتمي به وتستعين بذراعيه على قسوة الزمان..

ورغم نجاحها في عملها قدمت استقالتها وجلست في منزلها لخاطر عيونه فقط..

ورغم أنه أيضا لم يترك واسطة ولا وسيلة ولا طريقة ليصل إلى قلبها الا وفعلها تغير.. ومن الأسبوع الأول..

نعم فقد حصل على المبتغى الطبيعي.. وهي الآن في بيته فلماذا يجاملها!

قسوة.. عناد.. خصام.. اهمال واهانات لا تنتهي عاشتها طوال ثلاثة سنوات من زواجها تحتمل..

كان مديوناً فوفرت كل لقمة وكل قرش حتى لا تثقل عليه..

قدمت كل الدلال الذي تستطيعه.. والحنان الذي تقواه لتصنع منزلاً يسوده الحب والهدوء..

غضبت وتركت البيت عدة مرات وعادت لأنها لا تريد خراب بيتها..

ومع ذلك لا شيء يتغير وزوجها يزيد قسوة أكثر وأكثر وأكثر..

وكلما زاد قسوة زادت جفاء..

لماذا لا نفهم!

ولا نفهم لماذا تغير الآن معها وعاد لرومانسيته وقت الخطوبة.. ولرقته ولحبه ولدفئه..

سألته لماذا تغيرت وعدت لطبيعتك السابقة..

قال: لا أدري فكرت.. ماذا سأستفيد من كل هذه المناكدة!!

يوماً ما بينما أشيخ وبينما أضعف لن أجد غيرك بجانبي.. حتى أولادي سيرحلوا وتبقي أنت وحدك معك.. فلماذا إذاً النكد.. إذا كنا قادرين أن نكون سعداء..

أتمنى أن لا أحسدهم بذكري لقصتهم هنا.. ولكنني أتمنى من كل قلبي..

أن نسد فجوة الفراغ العاطفي القاتل الذي يعيشه الجميع.. عزاب ومتزوجين..

كنساء لسنا أعدائكم.. جربونا.. جربوا أن تشبهونا في عطفنا وحناننا..

ولن تخسروا..

وعندها سترى كل امرأة في زوجها أحلى بمئات المرات من مهند

ليست هناك تعليقات: